الأربعاء، 16 يوليو 2008

امرأة فى الملابس السوداء

كعادتى اليومية انتظر خطيبتى أمام مكان عملها عند موعد انتهاء العمل لتوصيلها إلى المنزل حيث نسير يومياً بمحاذاة شاطئ النيل ونشترى بعض الطعام البسيط لنتناوله معاً ثم أوصلها إلى المنزل وبعدها أعود أنا إلى منزلى، فى رحلتنا اليومية كان هناك دائماً وفى نفس المكان على شاطئ النيل امرأة عجوز دائماً ترتدى الملابس السوداء، لم أكن ألحظ وجودها فى البداية لأنى حينما أكون بصحبة شريكة العمر القادم فأنا دائماً موجود فى مكان ما خارج نطاق هذا الكون لكن تكرار رؤيتها فى نفس المكان ونفس الموعد دائماً بدأ يلفت نظرى خاصة أنها دائماً ما تحمل زهرة حمراء تلقيها فى النيل قبل أن تنصرف من مجلسها اليومى ... دائماً نظراتها حزينة وتشعر فيهما بشيء غريب يجعلك تتعاطف معها رغماً عنك.
مرت أيامنا هانئة نسعى جاهدين أن نكمل ما ينقص بيتنا حتى نتزوج فى أقرب وقت ولكن هذا لم يغير من لقاءنا اليومى والذى أسعد به أيما سعادة حتى كان يوم من أيام الصيف معتدل الحرارة وتحيط بنا النسمات المحملة برائحة النيل والزهور النابتة على شاطئه بعد أن جلسنا فى مكاننا المعتاد وبدأت خطيبتى فى تجهيز السندويتشات التفتت إلى مكان المرأة المعهود فلم تكن هناك أخبرتنى بملاحظتها ولم أجدها غريبة ربما كانت هناك أسباب منعتها من حضورها اليوم وهذه الأسباب لا يمكن حصرها لكن خطيبتى ظلت تناقش الموضوع طويلاً ولا أدرى ما السبب الذى دفعها لتبدأ هذه المناقشة عن امرأة لا علاقة لنا بها ولا صلة تربطنا معها غير أن السبب الوحيد الذى رأيته هو فضول المرأة لا أكثر ومر يومنا المعتاد وعدنا فى اليوم التالى وكانت المرأة موجودة وما أن لمحتها خطيبتى حتى هرعت إليها تسلم عليها فى حماس كأنما يعرفان بعضهما جيداً ولم يتقابلا منذ مدة طويلة وراحت تخبرها كيف أننا كنا فى غاية القلق عليها يوم أمس وتساؤلنا عن سبب غيابها عن مكانها المفضل وكانت المرأة تبتسم فى رقة وهى ترد على حرارة السؤال بحرارة مماثلة "يا لهؤلاء النساء من يمكنه أن يفهمهن" ودعتها خطيبتى لتناول الطعام معنا وأصرت وألحت حتى قبلت السيدة فى خجل تلبية دعوتنا وأثناء الطعام بدأ وحش الفضول يلتهم عقل خطيبتى فدفعها إلى سؤالها عن سبب غيابها بالأمس فردت المرأة والحزن يملئ صوتها ويرسم ملامح وجهها أن بالأمس كان ذكرى وفاة زوجها وأنها ذهبت إلى المقابر لتقرأ له بعض آيات القرآن وتدعو له بالرحمة فشعرت خطيبتى ببعض الحرج جراء سؤالها فصمتت، لكن السيدة استدرجت الحوار عن سبب تواجدها اليومى فى هذا المكان تحديداً وبدأت أستار حياتها تنزاح أمامنا بالتدريج.

"منذ عقود مضت قابلت زوجى هاهنا للمرة الأولى فى صحبة بعض الأقارب والأصدقاء أثناء تنزهنا على شاطئ النيل وتولد بيننا الإعجاب منذ الوهلة الأولى وتحول بعد ذلك مع الوقت إلى حب عميق صادق توجناه بالزواج بعد أقل من عام ودام الحب بيننا طويلاً لم يعكر صفوه شيء أبداً حتى حينما علمنا أننا لن نتمكن من الإنجاب لم تتغير مشاعرنا أبداً وظلت السعادة ترفرف على حياتنا طوال العمر، كان زوجى رجلاً حنوناً دائم الرقة معى لم يمضى يوماً بيننا دون أن يمطرنى بعبارات الحب ولم يقصر أبداً فى وصف مشاعره الفياضة نحوى، وكان بين الحين والآخر يهدينى زهرة حمراء ونحن نجلس هنا فى نفس المكان، دائماً ما ينتهز الفرص ليثبت لى دائماً كم الحب الذى يحمله بداخله من أجلى، لا يتناول طعاماً بدونى أبداً، لا يأتيه النوم إلا ونحن فى نفس السرير، لم يعبر يوماً طريق ونحن معاً دون أن يتناول يدى فى يده بكل رقة ليساعدنى على عبور الطريق ويضع نفسه فى اتجاه السيارات ليحمينى من حماقات بعض السائقين معرضاً نفسه هو للخطر الذى يخشى على منه، كان زوجاً عظيماً، لا يخجل من أن يجهر بحبه لى أمام الناس أياً كان هؤلاء الناس، نظراته لى كان دائماً يملؤها الحب ويغلفها الحنان ويرسلها لى مصحوبة بعبارات الغزل الذى طالما افتن عقلى وقلبى، إنه الزوج الذى تحلم به أى امرأة فى العالم، نادراً ما عكر صفو حبنا أى شيء، لم ينسى يوماً مناسبة تخصنا ودائماً ما يتذكر أن يهنئنى بمرور عام على مولدى أو مرور عام على ذكرى لقاءنا الأول ودوماً مع يحتفل بذكرى زواجنا، أشعرنى طوال الوقت أنى مازلت عروساً فى شهر العسل نحيا نشوة الحب، كنت أهم عنده من أى شيء أو أى شخص، لم يخرج اسمى من بين شفتيه يوماً ما إلا مصحوباً بكلمة حب ونظرة حنان ولمسة عاشق، هذا هو الزوج الذى لم يمت فى قلبى حتى وإن مات جسده فى الدنيا، هذا هو الزوج الذى أعيش حياتى معه وحده حتى بعد أن سبقنى إلى الجنة، هذا هو الزوج الذى عشت معه فى حياته ومازلت أعيش معه بعدد رحيله، لهذا أعود كل يوم إلى نفس المكان الذى قابلته فيه للمرة الأولى"لم أتمكن أنا وخطيبتى من التعليق لعدة دقائق كم هو رجل مبهر فى حبه وكم هى سيدة مبهرة فى إخلاصها، كسر حاجز الصمت قبلة من خطيبتى على رأس هذه السيدة وهى تشكرها شكراً عميقاً أن منحتنا شرف معرفتها ومعرفة زوجها.

هناك 40 تعليقًا:

شهد الكلمات يقول...

احجز اول تعليق

الفارس الملثم يقول...

قصه جميله وفيها معني جميل اوي..

الحب والاخلاص من انبل المشاعر الانسانيه علي الاطلاق ورائع ان تحويها قلوبنا

تحياتي يا قلب ودام قلمك يرصد المشاعر الانسانيه النبيله بين البشر

شهد الكلمات يقول...

المفروض البوست ده تنشره في الاهرام و الاخبار و الجمهورية و كل صحيفة صفرا و بيضا و مقلمة كمان عشان الازواج يعرفوا ازاي يعملوا زوجاتهم و الزوجات تعرف ازاي تخلص لازوجها

اسلوبك جميل كالعادة طبعا
و سرد ممتع بس مانتش خايف من ام العيال تشوف موضوع خطبتك ده ;) ههههههههههههه انا ممكن افتن و اقول ع طول

تحياتي

فارس بلا جواد يقول...

أسلوب رائع جدا تستحق عليه كل تحية وتقدير
والقصة تحمل معني في منتهي الروعة .. كيف نحب وكيف يخلص الطرف الأخر لهذا الحب
المشهد الذي رسمته أكثر من رائع .. وبالفعل الحب الصادق يجعل الحياة مليئة بمشاهد مثل هذا وربما أروع
جعل الله أيامنا مليئة بالحب وسعادة
ودام قلمك وابداعك
تحياتي

محمد فاروق الشاذلى يقول...

شهد الكلمات
حجزتى أول تعليق وتستحقين أول رد
أرى أن مدونتى أعز عندى من الأهرام والأخبار والجمهورية وكل صحيفة صفراء وبيضاء ومقلمة لنشر البوست بها وإذا أراد الأزواج أن يتعلموا فليتفضلوا بقراءة البوست هنا.
أما بخصوص خوفى من أم العيال بسبب حكاية خطيبتى فهى تثق فى تصرفاتى والحمد لله وتعلم علم اليقين أنى لن أجد ظفرها فى أى مكان بالكون الفسيح

محمد فاروق الشاذلى يقول...

الفارس الملثم
أحمد الله عز وجل أن استطعت أن أنقل لمحة واحدة من لمحات الحب والإخلاص المتوفرة حولنا وإن كنا لا نراها متغافلين أو متكاسلين عن البحث
وأشكرك بشدة على تعليقك

محمد فاروق الشاذلى يقول...

فارس بلا جواد
قلت فى تعليقك "أسلوب رائع جدا تستحق عليه كل تحية وتقدير
والقصة تحمل معني في منتهي الروعة .. كيف نحب وكيف يخلص الطرف الأخر لهذا الحب"
بالله عليك جد لى كلمات أرد بها على هذه الكلمات إن استطعت
غير أنى أشكرك وأسعد بمرورك

غير معرف يقول...

ما أرقها فقد جعلت عينى تدمع فنحن فى أمس الحاجة لتلك المعانى السامية

محمد فاروق الشاذلى يقول...

غير معرف
مدين لك بإعتذار بسسب دموع عينيك التى سالت وإن كنت أشعر بالفخر أن قصتى أثرت فيك إلى هذا الحد
أشكرك على المرور وأشكرك على التعليق الذى أسعدنى

saragebaly يقول...

قلب مصري

دموعي ابت ان تحتبس داخل عيني وان اغلق عليها رموشي
فانهمرت دمعة تلو الاخرى بسرعة شديدة

حتى انتهت القصة وانتبهت على سؤال يدور بذهني

هل يوجد مثل هذا الحب الآن؟؟!!
هل يوجد مثل هذا الوفاء والاخلاص المتبادل من الطرفين؟؟!!
لا ادري

..........................

اما البوست فانا لم اجد من كلمات ما يصف روعته

فلولا روعته وشدة جماله لما انهمرت دموعي

تحياتي لك

دمت بكل الخير دائما

سارة

محمد فاروق الشاذلى يقول...

سارة الجبالى
أصبحت الآن مدين بإعتذار لإثنين من قرائى بسبب إنهمار الدموع، وإن كلماتكم تلك لتسعدنى جداً أن لهذه الدرجة أثرت كلماتى فيكم.
وبالمناسبة هذه المشاعر بهذه الدرجة لم تنتهى من الدنيا بعد بل هى موجودة بوفرة
أسعدنى مرورك وتعليقك

رؤية يقول...

انه لامر رائع ان نستمتع بتلك اللحظات الرائعة ونتعايشها مع الاسلوب الذكى الحاضر،
لكن ما ان ننتهى حتى نستفيق فى اسى...
ترى...
احقا يوجد مثل ذلك فى هذا العالم؟!
اخشى من الاجابة....تكاد تكون معروفة.

محمد فاروق الشاذلى يقول...

رؤية
أجزم لك أن مارود فى القصة رغم أنه خيال محض إلا أنه موجود فى الحقيقة ويرفض أن يغادر عالمنا.
لقد خلد لنا قيس حيه لـ ليلى بأشعاره وليس كل عاشق فى زماننا هذا فى بلاغة قيس أو حظ روميو ليجد شيكسبير أخر يخلد حبه، لكن هناك ألف قيس وألف روميو مازالوا يعيشون بيننا كما أن جوليت وليلى لم يغادرا بعد عالمنا.
الحب الحقيقى الصادق هبة من الله للبشر وهو سبحانة أكرم من أن يسترد هباته دون تعويض ملائم.

شهد الكلمات يقول...

اية يا مصري اوعي تكون زعلت من كلامي انت عارفني بحب اهزر اوعي

محمد فاروق الشاذلى يقول...

شهد الكلمات
بالطبع تعرفين أنه لا يمكن أن أغضب من تعليقاتك، والحمد لله إن أم رقية تتمتع بعقل راجح وإلا لتم تحويلى للتحقيق بخصوص خطيبتى الإفتراضية هذه
هههههههه

غير معرف يقول...

هى حكاية من اجمل ما يكون وهى رسالة لكل زوج لا يشعر وكل زوجة تخون

اخوك الصغير
المسرحجى مش راضى يضيفنى باسمى

Rouaa72 يقول...

هى حكاية من اجمل ما يكون وهى رسالة لكل زوج لا يشعر وكل زوجة تخون

اخوك الصغير
المسرحجى

محمد فاروق الشاذلى يقول...

روئة 72
إيه يا عم الشعر ده طبعا تعليقك عجبنى قوى وشكرا على الكلام الرقيق ده

غير معرف يقول...

لن أترك لك تعليقا بل سؤال الآ تكتب شعر أيضا ؟ ام انك لا تكتب سوى قصصا قصيرة

محمد فاروق الشاذلى يقول...

عزيزى غير معرف
برجاء مراجعة بوست كل حاجة المنشور فى نفس المدونة
وأشكر إهتمامك جداً

غير معرف يقول...

لقد راجعت البوست وقد أعجبنى كثيرا لكنى أرجو منك المزيد

محمد فاروق الشاذلى يقول...

غير معرف
إن شاء الله تجد المزيد قريباً

إيثار يقول...

مش عارفة اقول ايه
بس بجد عجبني اوي

مع تمنياتي
بالتوفيق

محمد فاروق الشاذلى يقول...

عاشقة الحب
يكفينى أن القصة أعجبتك
أشكرك

ادم المصرى يقول...

الله مشاء الله عليك يا اخى بجد احسنت الاختيار وتنسيق الجميل الى فى داخل المكان والمدونه الافضل مشاء الله عليك عظيم مش هتكون اخر زياره ان شاء الرحمان

كاميليا بهاء الدين يقول...

الله

هذا هو الزوج الذى لم يمت فى قلبى حتى وإن مات جسده فى الدنيا، هذا هو الزوج الذى أعيش حياتى معه وحده حتى بعد أن سبقنى إلى الجنة، هذا هو الزوج الذى عشت معه فى حياته ومازلت أعيش معه بعدد رحيل
....

سبحان الله
وكأن الله وضع فى طريقكما هذه القصة لحكمة يعلمها هو سبحانه وتعالى

ادعو الله ان يجمعك وخطيبتك على الخير وفى الخير .. ويبارك لكما وعليكما يارب

ربنا يسعد قلوبكم

تحياتى واحترامي

محمد فاروق الشاذلى يقول...

عزيزى آدم المصرى
سعدت جداً بمرورك الأول على المدونة وأرحب بك صديقاً دائماً بالمدونة وأعدك أننى سأزور مدونتك حالاً بعد كتابة التعليق
ودمت سالماً

محمد فاروق الشاذلى يقول...

كاميليا
منورة المدونة وأهلاً بيكى
على فكرة هذه قصة خيالية من تأليفى وليست واقعاً، كما أن خطيبتى بفضل الله أصبحت زوجتى ورزقنا الله من عنده بملاك صغير اسميتها رقية
تمنياتى لك بكل الخير

ادم المصرى يقول...

اخى

لقد سعدت بمرورى لمدونتك الرائعه


انا اول مرة ازور مدونتك لكن ان شاء مش هتكون اخر مرة لانها بجد رائعه جدااا

اما عن البوست بجد هو رائع جداا ويمكن يكون نادر
فالاخلاص عملة نادرة وكمان الحب
فالعلاقة الان بين الزوجين اصبحت بها كثير من الروتين وذالك بسبب زحمة الايام ومشاكلها ومشاكل العيال
بسى الحب الصادق مستحيل يموت لو فعلا حب صادق ممكن للحظات ايام يكون بارد بسى ما يسكن حتى يتاجج مرة ثانية مع اول لحظه عابرة لذكرى بين الزوجين مضت سواء اول لقاء او زكرى بينهم

\

\
بجد بوستك رائع جداا

اتمنى لك التوفيق وللامام دائما

محمد فاروق الشاذلى يقول...

همس الاحساس
لكم أسعدنى مرورك الأول على المدونة وأسعدنى كذلك تعليقك الجميل على البوست
أشكر إهتمامك وأهلا بك صديقة دائمة

أحمد فاروق الشاذلى يقول...

ياريت يا مصرى تدخل تقرا البوست الاول وتقوللى رأيك فيه

محمد فاروق الشاذلى يقول...

المسرحجى
بالطبع يا عزيزى سأتشرف بزيارة مدونتك وسأترك لك التعليق المناسب
وشكراً لمرورك

منه مرتجى - عازفة الأوتار يقول...

اقشعر جسدى من جراء متابعتى لكلمات تلك السيدة

ما أصعب الفراق
و لكن ما أجمل الإخلاص

اعذرنى
فكلماتى تختنق هنا و لا أعرف السبب

أشكرك من كل قلبى على امتاعنا بهذا الإحساس

أنتظر جديدك

محمد فاروق الشاذلى يقول...

ورود وأشواك
أشكر مرورك الكريم على المدونة
وآسف أن كلماتى أصابتك بهذا الاختناق
أهلاً بكى صديقة للمدونة وأتمنى تكرار الزيارة

حنين.. يقول...

الله .............. انا بصدقش القصص دى, مش عارفه ليه الدنيا بقت صعبه اوى, وجزززاكم الله خيرررررررا على القصه, بجد بكتنا, دمت سالم

محمد فاروق الشاذلى يقول...

حنين
ياريت تصدقى القصص لأنها موجودة فعلا فى حياتنا وإن كان اللى كتبته من نسج الخيال إلا إنه ليه ظل فى أرض الواقع

شكراً على مرورك

مواطن مصري (سفنكسي سابقا) يقول...

انا عند رايي انت عندك ادوات جميله بتستعملها ف كتاباتك حاجه حلوه قوي انك تقدر تلخص كل المعاني الجميله للوفاء ف السطور البسيطه دي.
عظمه على عظمه على عظمه يا راجل

مواطن مصري (سفنكسي سابقا) يقول...

very good writer and wonderful brilliant story

محمد فاروق الشاذلى يقول...

عصام باشا
تعليقك أكتر تعليق أسعدنى
ومتشكر جداً جداً لزيارتك

l7zatelsafa يقول...

حقيقة موقف فى غايةالنبل
وأنا لو مكان خطبتك كنت هأعمل نفس الحركة لأن الفضول كان هيموتنى لو ما عرفتش السبب