الأحد، 30 نوفمبر 2008

الوظيفة

بثقة شديدة صعد درجات السلم يحمل بين يديه أوراقه وشهاداته ورغم أنه لم يكن متفوقاً فى دراسته لكن كان واثقاً أنه سينال الوظيفة التى قرأ إعلانها بالجريدة ليس بسبب أناقته الزائدة لأن البذلة مستأجرة فى الأساس وليس للشهادات التى بين يديه فهى بتقدير مقبول ليس أكثر، لكن بسب آخر هو قطعة صغيرة من الورق يحملها فى جيبه مطبوع عليها اسم شخص هام ومن الخلف كتب عليها بخط اليد توصية صغيرة وتحية لصاحب الشركة لقد كلفه هذا الكارت مجهود بسيط ليصل إلى هذا الشخص الهام لكن هذا المجهود سيغير حياته تماماً فبعد عدة وظائف قليلة الحظ والراتب سينال أخيراً وظيفة محترمة فى المكانة والراتب، حقيقة ليس هذا هو الراتب القادر على تحقيق أحلامه الكبيرة لكنه سيكون خطوة البداية وعليه أن يغتنمها فهو حتما بعد هذه الوظيفة سيخاصم جلسة القهوة وسيبدأ فى البحث عن عروس له وربما طمع أن يجد مسكناً مستقلاً بالإيجار بدلاً من أن يتزوج فى مسكن والده، دخل من باب الشركة وجلس فى انتظار دوره لمقابلة المدير ويقينه بالحصول على هذه الفرصة لا يتزعزع بعد دقائق قليلة خرج أحدهم من مكتب المدير عرفه على الفور إنه زميل دراسة قديم كان من النوعية التى يطلق عليهم زملائهم (الموس) لأنه يذاكر بكل اجتهاد وعزيمة، لا يعرف لماذا حرص ألا تتقابل عيونهما.
دخل إلى مكتب المدير وقلبه يدق بعنف، بعد عبارات قليلة اطمأن أن الوظيفة له وأن قرار تعيينه سيصدر بعد أيام قليلة للمحافظة على الشكل العام ليس إلا.
عاد إلى بيته وفى رأسه تطل صورة زميله، حاول أن يفكر فى الوظيفة الجديدة وحياته التى ستتغير بعدها لكن صورة زميله عكرت عليه صفو أحلامه، لماذا يراه الآن فى ذهنه؟؟ لا يجد إجابة ... أو لا يحاول أن يبحث عن إجابة، لكنه فى المساء حينما استعد للنوم وبعد مناورة طويلة مع نفسه تساءل أخيرا هذا السؤال الذى حاول أن يتفاداه، ألست أسرق هذا الزميل بسبب كارت صغير؟ أكيد هو أجدر منى بهذه الوظيفة، تاريخه فى الكلية يؤكد ذلك، ربما هو أيضا يحلم أن يخاصم جلسة القهوة ويحلم بالبحث عن عروس له ومسكن ملائم؟ أجاب على سؤاله بنعم أنا أسرق هذا الزميل وربما أسرق كذلك آخرين أحق منى بهذه الوظيفة لكن ماذا بعد؟ هل يتخلى عن هذه الفرصة من أجل آخر؟؟
وفى النهاية قرر أن يحصل على حق زميله كى يعيش، أفضل بالتأكيد من أن يعيده له ويموت مردداً فى نفسه المثل الذى اخترعه هو (لكى تحصل على اللحم يجب أن تذبح بقرة).

السبت، 22 نوفمبر 2008

بؤجة الخير للمرة الثانية

الأخت العزيزة / داليا قوس قزح عودتنا دائما أن تكون سباقة فى فعل الخير والحث عليه ولذلك فهى تدعونا جميعا يوم 28 نوفمبر 2008 لزيارة أخرى لجمعية صحبة الخير بمسجد زهراء مصر القديمة من أجل التبرع بملابس أو نقود للجمعية لتوزيعها لمن هم فى حاجة حقيقية لها.
والمكان قريب جداً من محطة مترو زهراء مصر القديمة، بحيث تخرج من محطة المترو تتجه يمين حتى مسجد زهراء مصر القديمة والجمعية مقرها أعلى المسجد ويمكنكم الاتصال على رقم 0124433543 الاستاذة صبرية جمعية صحبة خير أو رقمى الشخصى 0106252126 لأى معلومات.
سننتظركم لتشاركونا فعل الخير ولمزيد من التفاصيل اضغط هنــــــــــــا

السبت، 15 نوفمبر 2008

خطاب



عفواً سيدى

فلتقبل اعتذارى، فأنا لا أرضى أن أكون الثانية فلقد شاركتك الحلم قبلها ... سكنت قلبك قبلها ... رسمت معك خطى المستقبل قبلها ... تألمت لألمك قبلها ... نزفت من جروحك قبلها ... تبسمت لفرحك قبلها ... تنفست هوائك قبلها ... سرى دمى فى شرايينك قبلها ... ثم جاءت هى لتحمل اسمك قبلى ... لتشارك تحقيق الحلم قبلى ... لتعيش معك ما تمنيته أنا لك ... جاءت هى لتقصينى من حياتك ... لتحتل قلبك بدلاً منى ... قرنت عمرها بعمرك لتصبح هى الواقع وأتوارى أنا بين ذكرياتك.

عفواً سيدى

فمكانى ليس فى الظل وحياتى لا ابنيها على أنقاض آخرين ... أرجوك لا تحاول أن تجعلنى مجرد حلم مضى تحاول اللحاق به ... لا تسعى ورائى ... فلن أعود إليك ... هى الآن الزوجة والأم وأنا مجرد ذكرى ولست أكثر من حلم.

عفواً سيدى

فلقد خرجت من حياتى ولا مكان لشمسك فى سمائى ... لا مرفأ لسفينتك فى قلبى ... وأغصان مشاعرى لم تعد تنبت أزهارك.

* - * - * - *

طويت الخطاب والدمع يسيل على خدى فلق انتبهت الآن أنى تركت سكيناً فى قلبها ومضيت استمتع بحياتى دون أن انتبه لدمائها التى تسيل وحين أردت العودة إليها نبهنى خطابها أنى أزرع سكيناً آخر فى قلب آخر أخلص إلىَ

الاثنين، 3 نوفمبر 2008

لا شيء



لست من هؤلاء الذين يستطيعون لكم الحياة فى وجهها فتستجيب لهم وتحقق مطالبهم بل على العكس فدائما ما استجدى من الآخرين حقوقى وألين تماما أمام رغباتهم حتى لو كان ذلك يظلمنى، لست أدرى لماذا أخشى المواجهات وأخاف حينما أتكلم مع الغرباء وأقف صامت إذا خاطبنى أحدهم بصوت عالى رغم أن الغضب يتملكنى بشدة حتى أقطر عرقاً وأنتفض من الغضب لكن النتيجة دائماً تكون لا شيء.

لا شيء هى الكلمة التى تصاحبنى فى حياتى فلا شيء تحقق من أحلامى ولا شيء من حقوقى بقى لدى ولا شيء من رغبات أصرح بها حتى أصبحت (السيد لا شيء) ربما الشيء الوحيد الموجود فى حياتى هو الرغبة العارمة فى تغيير هذا الوضع ولكن لا شيء تظهر من جديد فتحطم كل سعى أتخذه لتحقيق هذه الرغبة.

هذا الصباح كلفنى السيد المدير بأعمال زميل لنا سيقوم بإجازة المصيف الأسبوع المقبل رغم أنى الفرد الوحيد بالمكتب المحمل بأعباء كبيرة فى العمل أما باقى الزملاء فيجيدون التذمر والشكوى من كثرة العمل الذى لم يكلفوا به من الأساس ولم ينجزوه قط فتكون النهاية أن ينقل السيد المدير هذه الأعمال إلى عاتقى وكأننى خادم أهل هذا المكتب ومن جديد يتملكنى الغضب الشديد من قرار سيادته وألمح نظرات السخرية فى عيون الآخرين مما يعنى أن القرار قد تم تعديله قبل أن أصل إلى العمل هذا الصباح ... كانت الرغبة الخانقة فى الاعتراض أو حتى التذمر تتملكنى وشبح لا شيء يلوح فى أفق حياتى من جديد ... بعد قليل كان السيد المدير يقوم بالمرور اليومى على المكاتب للاطمئنان على سير العمل حتى مر بمكتبى كنت لحظتها ألتقط قلمى من تحت المكتب (هو أيضاً رعديد وجبان ليختفى تحت المكتب حينما يمر السيد المدير) سمعت كلمات المدير الساخرة المؤنبة تنهال على أذنى لأننى مهمل ولم أنجز بعض الأعمال إلى الآن ... اعتدلت ووقفت أمامه كان يصيح بشدة ... كنت أرتعش حقاً من صوته العالى ... وأشعر بدوار شديد يلف رأسى ... كنت أتمنى أن يذهب ويصمت ... لكنه لم يفعل ... وفجأة رأيت على وجهه كلمة لا شيء تتراقص على جبينه وكأنها تهزأ بى ... فأنا مجدداً لن أفعل شيء.

قال الزملاء فيما بعد أثناء تحقيقات الشرطة أننى فجرت أنف هذا المدير التافه بعدة لكمات وأن من تدخل منهم للدفاع عنه تورم وجهه وفقد عدة أسنان وأكدت التقارير الطبية أن عظام الجمجمة الأمامية لهذا المدير التافه كانت محطمة كما لو أن قطاراً قد صدمه وشهد الشهود أننى كنت أصيح بعد ذلك فى ممرات الشركة أن (لا شيء) مضت ولن تعود وهكذا اشتعل فتيل الثورة فى حياتى.