الأحد، 2 أكتوبر 2011

قريباً صدور المجموعة القصصية ذكريات للبيع


الأحد، 14 أغسطس 2011

المصعد

يصيبنى الرعب الدائم عند استخدام المصعد، فأنا أخشى دائما وأبداً أن يسقط بى وأموت بهذه الطريقة، ركبت المصعد هذه المرة وقلبى يكاد يقفز من حنجرتى من الخوف لكن سيدة مسنة لحقت بى داخل المصعد جعلتنى اطمئن لوجودها، بين الدورين الرابع والخامس انقطع التيار الكهربائى عن العمارة وتوقف المصعد أمام الحائط وساد الظلام فى المكان الضيق، شعرت أن الكون ينهار فوق رأسى وزاد من رعبى أن السيدة بدأت فى البكاء والنحيب، أخذت أدق بعنف على جدران المصعد حتى يسمعنا أحد ويسعى لإنقاذنا ... بعد لحظات سمعت أصوات تتجمع وتحاول فعل أى شيء لاخراجنا من المصعد ... كان الأمل فى الخروج يريح أعصابى بعض الشيء لكن نحيب السيدة المسنة كان يعيد إلىٌ رعبى وتوترى ... صرخت فيها بكل قوتى (اصمتى ايتها المرأة أنت تثيرين أعصابى) صمتت بالفعل وبعد قليل تحرك المصعد قليلا إلى اسفل بفضل جهود الناس التى تحاول انقاذنا حتى استطاعوا تحريك المصعد ليصل إلى جزء من الباب وفتحه ... نظر أحدهم إلى الداخل ومد يده لإخراجى فطلبت منه مساعدة السيدة المسنة أولاً ... سلط المصباح إلى داخل المصعد ثم سألنى (أين هى هذه السيدة؟) نظرت حولى على ضوء المصباح فلم أجد أحداً غيرى فى المصعد ... فى ثوانى غامت بى الدنيا وسقطت فاقد الوعى.

الأربعاء، 29 يونيو 2011

من ستختار لمنصب رئيس الجمهورية القادم؟

كثيراً ما تم توجيه هذا السؤال لى فى الفترة الأخيرة (مع منافسة شديدة من سؤال آخر هو "الدستور أولاً أم الانتخابات أولاً؟") وكانت إجابتى دائما هى (هذا المرشح أو ذاك المهم هو البرنامج الانتخابى) وهى إجابة كانت تستفز السائل دائماً لأنه يبحث عن اسم محدد ولا يبحث عن رموز أو طلاسم ولا أدرى سبب تمسك البعض أن أذكر لهم اسم محدد فأنا فعلاً لن أذكر اسم محدد لأن معيار الاختيار عندى مختلف عما هو عند الآخرين فهناك من سيختار بناء على التوجه الدينى وهناك من سيختار بناء على الكاريزما الشخصية وهناك من سيختار بناء على الانتماء السياسى وهناك من سيختار بناء على البرنامج الإنتخابى ... إلخ كما أننى لا أحب إضاعة الوقت فى الجدل الذى سيدور فور ذكر اسم مرشح معين حول أسباب اختيار فلان أو عدم اختيار علان ومحاولة البعض التأثير على رأيك ولو أدى ذلك إلى ارتفاع الصوت وتسلل الحدة إلى النبرات وربما ينتهى الجدل (كما رأيت فى بعض الحالات) بخلاف بين الأشخاص، أنا لا أحب أن يوجه لى هذا السؤال لأن الإجابة عليه مكانها صندوق الانتخاب كما أننى لا أحب أن تؤثر إجابتى على رأى السائل مثلما لا أحب أيضاً محاولة التأثير على رأى الخاص فلكل منا عقل يفكر ويستطيع الاختيار بناء على توجهاته الخاصة ناهيك عن استحالة وقوع هذا التأثير فى بعض الحالات (فمثلا لن تتمكن من إقناع أحد السلفيين باختيار محمد البرادعى أو توجيه أحد الليبراليين لاختيار حازم صلاح أبو إسماعيل "مع احترامى لكل المرشحين وتقديرى لهم").
كانت إجابتى "هذا المرشح أو ذاك المهم هو البرنامج الانتخابى" هذه الإجابة أصبحت مختلفة الآن فجميع المرشحين اعلنوا أنهم مع الدولة المدنية والتوجه الديموقراطى وأنهم ينون تنمية الإقتصاد المصرى وتحسين أوضاع الصحة والتعليم والبحث العلمى وأن جميع المرشحين متنبهين لمواجهة المد الصهوينى فى أفريقيا وأهمية إقامة علاقات مميزة مع دول حوض نهر النيل ... إلخ حتى أن البرامج الإنتخابية أصبحت متقاربة ومتشابهة فى كثير من الأحيان، ولكنى لم أجد فى أى برنامج إنتخابى من التى طالعتها حتى الآن (حيث لم أطالع كل البرامج الإنتخابية بعد) آلية لتنفيذ هذا البرنامج أو طريقاً محدداً لتحقيق الوعود الإنتخابية على أرض الواقع، فلم اسمع أن مرشحاً ذكر ضمن ما ذكر أنه مثلاً حينما ينوى تطوير التعليم كيف سيوجه الموارد المالية اللازمة لهذا التطوير ومن أين سيتم توفير هذه الموارد وما هى الآلية التى يراها مناسبة لإحداث هذا التطوير (فعلى سبيل المثال هل ستكون طريقته فى تطوير طريقة التدريس والمدرس أم تطويراً للمناهج أم للمدارس أم كلهم مجتمعين وما هى الكيفية التى سيؤدى بها كل هذا وكيف سيتم توفير الأموال اللازمة لذلك وما هى أوجه الصرف الأخرى فى ميزانية الدولة التى سيقتطع منها فارق الميزانية المخصصة للتعليم والبحث العلمى).
لذلك فلكل من سألنى عن اسم مرشح محدد سأختاره لقيادة مصر للسنوات الأربع القادمة أجيب أنى سأختار المرشح الذى يحدد طريقة واضحة ومحددة منذ الآن لتنفيذ توجهاته السياسية ووعوده الإنتخابية بشرط أن تكون متسقة مع السياق العام لأفكارى وقناعتى السياسية والدينية والإجتماعية وأننى سأحاول جاهداً ألا أقع أثناء اختيارى تحت تأثير كاريزما المرشح أو خلفيته السياسية أو عدد مؤيديه أو معارضيه ولا حتى تحت تأثير برنامجه الانتخابى البراق إذا خلا من تحديد لطرق تنفيذه أو على الأقل عرض صورة عامة لطريقة تحقيق هذا البرنامج عند الوصول لسدة الحكم.