الأحد، 19 أغسطس 2007

السنوات العجاف الأربع


إرتعش قلبى ... أصابنى شعور عميق بالوجع ... إقشعرت أطرافى ... إرتجفت مفاصلى دون أن أدرى لماذا أصابتنى هذه المشاعر، ولماذا هذا التوقيت تحديداً؟ قررت فجاءة العودة إلى المنزل.
وصلت المنزل قبل مواعيدى المعتادة دون أن أعى السبب وراء تثاقل خطواتى على السلم وكأن شيئاً ما يجذبنى للخلف ... أدرت المفتاح وكان ثقيلاً على غير العادة ... فتحت الباب فتلفحنى لسعة برد غريبة نحن فى أغسطس أكثر شهور العام سخونة !!!، دخلت إلى الشقة ... مثقلة بالصمت ... ألقيت التحية على الجميع ... كانت الردود مقتضبة دون الترحاب المعتاد ... بادرت بالسؤال عن والدى المريض بالمستشفى فلم أراه منذ غادرته فى الصباح وأطمئنت جوارحى من حديثهم عنه إذ كان بطبيعته وكأنه لم يمرض قط ... بعد الاستحمام والطعام سمعت رنين الهاتف ... أفزعنى ... إلتقطت السماعة "ألو" .... "أيوة يافندم مين معايا" .... "أهلا وسهلاً" .... "إيه؟" .... "إمتى؟" .... إختفت من حولى الصور والأصوات والروائح ... إختفى من حولى الكون ... فقط صورته هو أمامى يبتسم ... "بابا ... عامل إيه؟" ابتسم بسمة صافية كينبوع ماء ... كان وجهه مشرقاً ومسبحته لم تفارق يده بعد ... إستدار وانصرف ومازال يبتسم.
* * *
لو أنك نائماَ دون غطاء فى ليلة من ليالى الشتاء الباردة مستلقياً عارياً فى صحراء سيبيريا الجليدية فأنت حتماً تشعر بالدفء أكثر منى فى هذه اللحظة التى أغلقت فيها سماعة الهاتف ... لم أشعر بالحزن المعتاد لفراق الأحباب ... بل شعرت بالوجع ... بالغربة ... بالوحدة.
أبى ... مرت سنوات أربع عجاف على حياة الأسرة منذ رحلت ... أفتقدك جداً ليس كما تفتقدك الأسرة بل بشكل مختلف عن الجميع فهم يفتقدون أباً أو زوجاً لكننى أفتقدك صديقاً ... معلماً ... أفتقد الدفء والقدرة على السعادة التى إنجرحت فى حياتى برحيلك ... كما أفتقدك الأب العظيم ... أبى ألقاك بعد قليل فما الحياة إلا قليلاً مهما طالت

الخميس، 16 أغسطس 2007

كل حاجة

كل حاجة فيا فاكرة حاجة فيك
لسة صوتى جوه منى بيناديك
حتى عينى لسة فاكرة لون عنيك
لسة باحلم إنى أرجع يوم إليك

لسة فاكر يوم وداعنا ويوم لقانا
لسة عايش ع الأمل يعود هوانا
الهوى اللى عاش بيجرى بين دمانا
والى عاش مشتاق للمسة من إيديك
كل حاجة فيا فاكرة حاجة فيك

كل حاجة فيا لسة عايشة ع الحنين
رافضة بعدك مهما طال بعدك سنين
عاشقة صوتك حتى لو صوتك أنين
بس قلبى لسة برضو مش لاقيك
كل حاجة فيا فاكرة حاجة فيك

كل ساعة فرح عاشت بين ضلوعنا
كل لحظة حزن جرت يوم دموعنا
كل ده مستنى منك يوم رجوعنا
إمتى ترجع إمتى قلبى يلتقيك
كل حاجة فيا فاكرة حاجة فيك

الاثنين، 13 أغسطس 2007

صيد الأسود وصيد الثعالب

تتجلى فى الغابة أفكار محددة للصيد لدى الحيوانات المفترسة لتتمكن كل فصيلة من الحصول على طعامها وأشهر هذه الطرق تتجلى فى طريقتين رئيسيتين هما طريقة صيد الأسود وهى تتمثل فى الإنقضاض المباشر على الفريسة وقتلها بسرعة والتغذى عليها بعد ذلك وهى طريقة تحتاج للسرعة والقوة أكثر مما تحتاج للذكاء ويمكن ممارستها بشكل فردى دون الإعتماد بشكل كبير على فريق، أما الطريقة الثانية فهى طريقة صيد الثعالب وتتمثل فى الإلتفاف حول الضحية وإنهاكها والتلاعب بها بأقل مجهود ممكن حتى تقع من التعب لتكون ضحية سهلة للصائد وهى طريقة تعتمد على إحكام السيطرة على تحركات الفريسة حتى لاتتمكن من الهرب فى الوقت الذى تظن فيه الفريسة أنها فى طريقها إلى الفرار دون أن تعى أن هذا الطريق هو نفسه الذى ستلقى فيه حتفها كما تعتمد هذه الطريقة على الفريق الذى يتحرك بتناغم وتكامل وتعاون محسوب ومن الملاحظ أن هذه الطريقة تنجح جداً فى حالة ما إذا كانت الفريسة أقوى من المفترس أو أكبر منه.

لست أدرى ما هو السبب الذى يجلعنى أتذكر هاتان الطريقتان كلما سمعت عن تحرك من الحكومة المصرية تجاه المعارضة فنرى مثلاً أنها إتبعت طريقة صيد الأسود مع كل من أيمن نور وطلعت السادات فإنقضت بكل قوتها وبسرعة كبيرة من أجل القضاء على كل منهما حتى وصل الأمر أن طلعت السادات مثلاً تم الحكم عليه فى أقل من شهر وأودع السجن الحربى أما أيمن نور فما أن صعد إلى الدرجة التى تسمح له بمنافسة الرئيس على مقعد الرئاسة أو على الأقل منافسة الوريث حتى تم إتهامه فى قضية تزوير توكيلات حزب الغد وهى القضية التى يشك كثيرين فى صحتها كما تم إضعاف الحزب الذى يرأسه وشقه إلى جبهات معادية لبعضها البعض حتى ينشغل الحزب بصراعاته عن التكاتف وراء نور فى محبسه، فى حين أن نفس الحكومة تتبع طريقة صيد الثعالب مع الجماعة الأقوى فى المعارضة المصرية وهى جماعة الأخوان المسلمون فالحكومة لا تنقض بشكل مباشر على الجماعة وأعضائها المعروفون للجميع ومعروف إنتمائهم للجماعة (فمن السهل على الحكومة إذا كانت السياسة هى صيد الأسود أن تلقى القبض على المرشد العام للجماعة بتهمة الإنتماء لجماعة محظورة مثلاً) ولكن لأن الحكومة تدرك القوة التى يمتلكها الإخوان ولاتمتلكها الحكومة وهى قوة الإتصال اللصيق بالشارع السياسى والشعب وهو أحد الأسباب الهامة التى تنمع الحكومة من إنتهاج أسلوب صيد الأسود مع الجماعة فهى تسلك الدرب الموازى والذى يصل إلى نفس النتيجة وتوضيحاً هنا لطريقة صيد الثعالب مع جماعة الإخوان فالحكومة تلقى القبض على أعضائها وتحاكمهم (وهم مدنيين) أمام محاكم عسكرية (دون أن تكون التهم الموجهة لهم تهم عسكرية الطابع) وتصادر أموالهم وتنهك الجماعة بشتى الطرق الممكنة حتى تتمكن من القضاء عليها دون الإصطدام مع الشارع السياسى أو الشعب (ليس إحتراماً للشعب ولكن محاولة الحفاظ على الصورة المشوشة لمصر الديمقراطية أمام الغرب أو ربما خوفاً من ثورة يهب بها الشعب أو تحركها الجماعة بقدرتها التنظيمية) وكما قنا فإن هذه الطريقة تحتاج إلى العمل مع فريق ونرى ذلك واضحاً من تسخير الإعلام الحكومى وأعوانه وبعض رؤوس المعارضة الوهمية (الموالية سراً أو جهراً للحكومة) من الهجوم الحاد والعنيف على الجماعة وأعضائها لإضعاف مركزهم كمعارضة أو كجماعة منظمة لتنفرد الحكومة بكل ما تريد الإنفراد به.
تلك هى الفلسفة التى جعلتنى أفهم طريقة تصرف الحكومة مع المعارضة المصرية ورغم السوء البادى فى هذه التصرفات فإن هناك نتيجة إيجابية خرجت بها من هذه الفكرة وهى أن الحكومة المصرية تستطيع متى أرادات أن تنتهج فلسفة معينة مستمرة بغض النظر عن تغير الأشخاص القائمين على تطبيقها مثلما يحدث فى الدول المحترمة والأمر الإيجابى الثانى هو قدرة الحكومة على فهم أبعاد ماتواجهه والتحرك فى مواجهته بما يتناسب معه وكذلك إمتلاك إستراتيجية واضحة المعالم للتحرك فى كافة الإتجاهات للوصول إلى هدف محدد.

إذن فالحكومة المصرية لها القدرة على التخطيط بعيد المدى ولها القدرة على فهم أبعاد الأزمات التى تواجهها ولها القدرة على تحديد إستراتيجيات واضحة للتحرك فى مواجهة هذه الأزمات ولكن كيفية إستخدام هذه الأدوات التى تمتلكها هو مايثير الإعتراض على تصرفاتها وإستهجان الشعب من تحركات الحكومة.

على الهامش
ليتك تعلمين أن الحب يحيا أبد الزمان
ليتك تعلمين أن العشق لايصيبه النسيان
ليتك تعلمين أنه مازال فى قلبى لك مكان

السبت، 11 أغسطس 2007

محمد حجازى ... وفاء قسطنطين ... الضجة والغضب



أتسآل إذا كان هناك شجرة وارفة الظلال كثيرة الأوراق مثمرة يشهد لها مئات الملايين بحلاوة ثمرها وعذوبته وروعة ظلها وكأنها من أشجار الجنة كما أن جزعها أقوى من كل معاول الهدم التى تريد النيل من هذه الشجرة فما الذى يمكن أن ينال من هذه الشجرة لو سقطت منها ورقة أو إثنتين فهل يؤثر هذا على الشجرة وثمرها؟ وهل هو مؤشر خطر على باقى أوراق الشجرة؟ وهل ينتقص ذلك من ظلها؟ وهل تصبح الشجرة غاضبة لفقد هذه الورقة؟

هذا هو تشبيهى الخاص لما يحدث الآن فى مصر بسبب حركة التحول بين الديانتين الكبيرتين بها وأرى أن هذا الأمر لا يستلزم كل هذا الغضب والثورة التى أراهما فى العيون واحسهما فى الصدور، واتعجب جداً أليس لدينا فى مصر ما هو أهم لنغضب له؟ ألا نغضب لكرامتنا التى تنتهك بشدة على يد رجال وزارة الداخلية؟ ألا نغضب لصحتنا التى يسلبها منا السادة المسئولون عن المياه والزراعة فى مصر؟ ألا نغضب أكثر لمستقبل أبنائنا والذى أخاف عليه من منهاج دراسية تسلب الطفل ذكائه وتحطم طموحه وتتدخل فيها أمريكا بما لايتناسب مع المصلحة المصرية؟

حساب محمد حجازى لتنصره أو وفاء قسطنطين لإسلامها على الله وحده وليس علينا وهو وحده الذى يثيب من هو على حق ويعاقب من هو على باطل، أما من منهما على حق ومن منهما على باطل فستجد الإجابة على هذا السؤال واحدة من كلا الفريقين "أننا على حق والآخر على باطل"وهذا وهو السبب فيما يحدث من الضجة أولاً بعد الخبر وكأن إنتقال واحد من فريق لآخر هو النصر المبين لهذا الفريق وهذا أيضا الجزء المهم من المشكلة فلم نعد نتقبل مقبولة الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان "رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب" أنا لاأتحدث هنا من منطلق دينى بل أتحدث من منطلق دنيوى أن الثواب والعقاب عمل إلهى وليس عمل دنيوى إلا فيما جاء شرعاً وصراحة بأن يتولى أولى الأمر عقاب شخص ما على فعل ما وعليه فليس من حق أحد المطالبة برأس محمد بيشوى لأنه ليس ولى الأمر، كما أن تخلخل المؤسسة الدينية فى مصر لبعدها عن الدين وإرتماها فى أحضان السياسة جعل العديد من الأشخاص يتخيل نفسه القائم بالأمر طالما أن القائمين عليه فعلاً أهملوه وتلك نقطة أخرى تؤدى إلى كارثة فى أى دولة تحدث بها.

من اللافت للنظر فى هذا الموضوع أن مؤسسات الدولة رأت طريقة ما تستجيب بها لمطالب الأقباط ليتسلموا وفاء قسطنطين ثم تختفى بعد ذلك من خريطة إهتمام الرأى العام داخل جدران دير وادى النطرون فى الوقت ذاته ينكر الجميع على المسلمين غضبهم من أجل (أو على) محمد حجازى "بيشوى" ويتشدق هؤلاء بالسؤال أين حرية الدين التى يتشدق بها المسلمون من موقفهم تجاه محمد بيشوى ويتناسون موقفهم هم من وفاء وهو لم يختلف عن موقف المسلمين من محمد.

متى نتعلم إحترام الآخر وحريته؟ ومتى نتعلم طريقة أفضل للحوار بيننا داخل الوطن الواحد أو حتى مع خارجه طريقة تضمن لنا أفضلية فى عرض وجهات نظرنا والدفاع عنها.

الاثنين، 6 أغسطس 2007

لماذا أدون

لماذا أدون؟
لأن ما يجرى فى مصر من تجاوزات وفساد على كافة المستويات لا يمكن أن تصمت أمامه فكان لابد أن أتكلم ولو على مدونة لا يقرأها أحد
لماذا أدون؟
لأن أعدد القتلى والمعذبين والمنتهكة حريتهم وكرامتهم على يد السيد الوزير / حبيب العادلى ورجاله يتزايد ويتضاعف رغم كل الاحتجاجات التى تملء صفحات الجرائد وحناجر الناس فكان لابد أن أتكلم ولو على مدونة لا يقرأها أحد
لماذا أدون؟
لأن التعسف الذى يلاقيه رجل مثل أيمن أكثر مما يحتمل فكان لابد أن أتكلم ولو على مدونة لا يقرأها أحد
لماذا أدون؟
لأن مصر أصبحت تمثل دور العبد للسيد الأمريكى وتابعه الإسرائيلى وهو ما لاترضاه كرامتى على وطنى فكان لابد أن أتكلم ولو على مدونة لا يقرأها أحد
لماذا أدون؟
لأن وطنى يفقد ريادته وزعامته التى بناها الوطن ورجاله على مر السنين بالكفاح وهى اليوم تهدر من أجل التوريث فكان لابد أن أتكلم ولو على مدونة لا يقرأها أحد
لماذا أدون؟
لأن بلدنا تستحق حاكماً أفضل كثيراً ممن هو موجود الآن وأفضل بما لايقل عن مليون ضعف عمن هو مرشح لإرث العرش المصرى
أدون من أجل حقوق الإنسان، من أجل الحرية لمصر، من أجل الكرامة لمصر