السبت، 11 أغسطس 2007

محمد حجازى ... وفاء قسطنطين ... الضجة والغضب



أتسآل إذا كان هناك شجرة وارفة الظلال كثيرة الأوراق مثمرة يشهد لها مئات الملايين بحلاوة ثمرها وعذوبته وروعة ظلها وكأنها من أشجار الجنة كما أن جزعها أقوى من كل معاول الهدم التى تريد النيل من هذه الشجرة فما الذى يمكن أن ينال من هذه الشجرة لو سقطت منها ورقة أو إثنتين فهل يؤثر هذا على الشجرة وثمرها؟ وهل هو مؤشر خطر على باقى أوراق الشجرة؟ وهل ينتقص ذلك من ظلها؟ وهل تصبح الشجرة غاضبة لفقد هذه الورقة؟

هذا هو تشبيهى الخاص لما يحدث الآن فى مصر بسبب حركة التحول بين الديانتين الكبيرتين بها وأرى أن هذا الأمر لا يستلزم كل هذا الغضب والثورة التى أراهما فى العيون واحسهما فى الصدور، واتعجب جداً أليس لدينا فى مصر ما هو أهم لنغضب له؟ ألا نغضب لكرامتنا التى تنتهك بشدة على يد رجال وزارة الداخلية؟ ألا نغضب لصحتنا التى يسلبها منا السادة المسئولون عن المياه والزراعة فى مصر؟ ألا نغضب أكثر لمستقبل أبنائنا والذى أخاف عليه من منهاج دراسية تسلب الطفل ذكائه وتحطم طموحه وتتدخل فيها أمريكا بما لايتناسب مع المصلحة المصرية؟

حساب محمد حجازى لتنصره أو وفاء قسطنطين لإسلامها على الله وحده وليس علينا وهو وحده الذى يثيب من هو على حق ويعاقب من هو على باطل، أما من منهما على حق ومن منهما على باطل فستجد الإجابة على هذا السؤال واحدة من كلا الفريقين "أننا على حق والآخر على باطل"وهذا وهو السبب فيما يحدث من الضجة أولاً بعد الخبر وكأن إنتقال واحد من فريق لآخر هو النصر المبين لهذا الفريق وهذا أيضا الجزء المهم من المشكلة فلم نعد نتقبل مقبولة الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان "رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب" أنا لاأتحدث هنا من منطلق دينى بل أتحدث من منطلق دنيوى أن الثواب والعقاب عمل إلهى وليس عمل دنيوى إلا فيما جاء شرعاً وصراحة بأن يتولى أولى الأمر عقاب شخص ما على فعل ما وعليه فليس من حق أحد المطالبة برأس محمد بيشوى لأنه ليس ولى الأمر، كما أن تخلخل المؤسسة الدينية فى مصر لبعدها عن الدين وإرتماها فى أحضان السياسة جعل العديد من الأشخاص يتخيل نفسه القائم بالأمر طالما أن القائمين عليه فعلاً أهملوه وتلك نقطة أخرى تؤدى إلى كارثة فى أى دولة تحدث بها.

من اللافت للنظر فى هذا الموضوع أن مؤسسات الدولة رأت طريقة ما تستجيب بها لمطالب الأقباط ليتسلموا وفاء قسطنطين ثم تختفى بعد ذلك من خريطة إهتمام الرأى العام داخل جدران دير وادى النطرون فى الوقت ذاته ينكر الجميع على المسلمين غضبهم من أجل (أو على) محمد حجازى "بيشوى" ويتشدق هؤلاء بالسؤال أين حرية الدين التى يتشدق بها المسلمون من موقفهم تجاه محمد بيشوى ويتناسون موقفهم هم من وفاء وهو لم يختلف عن موقف المسلمين من محمد.

متى نتعلم إحترام الآخر وحريته؟ ومتى نتعلم طريقة أفضل للحوار بيننا داخل الوطن الواحد أو حتى مع خارجه طريقة تضمن لنا أفضلية فى عرض وجهات نظرنا والدفاع عنها.

ليست هناك تعليقات: