الثلاثاء، 3 يونيو 2008

الخائن


صباح يوم جديد يبدأ الآن وأنا افتح عينيى بصعوبة لأستيقظ ... كانت بجوارى على السرير ... وجهها الملائكى أشرق على يومى قبل أن تشرق الشمس ... تسحبت حتى لا أزعجها وذهبت إلى العمل.
كانت الشوارع مزدحمة كالمعتاد ... حركة المرور البطيئة تصيبنى دائماً بالتوتر لهذا أخرج من بيتى مبكراً ودائماً أصل إلى العمل مبكراً جداً ... قررت اليوم أن أتناول إفطارى بأحد المطاعم القريبة من عملى حتى يحين موعد العمل ... لم يكن المطعم مزدحماً ... كانت تجلس فى الطاولة المواجهة لى امرأة وحيدة ... جميلة ... تنظر ناحيتى ... تبتسم ابتسامة خفيفة وهى تلقى بنظراتها نحوى ... نظرت إلى عينيها ... لست أدرى لماذا تسمرت عيناى عليها ... الآن ترتسم على شفتيها ابتسامة ثقة ... أومأت برأسها علامة التحية ... أومأت برأسى أيضاً ... أشارت من طرف عينيها أن أشاركها الطاولة ... ترددت فى البداية لكننى اتخذت القرار ... نهضت وسرت نحوها ... توقفت على بعد خطوة منها ... كانت بسمتها تشجعنى وتدعونى أن أتقدم هذه الخطوة ... خطوت خطوة ... وراء خطوة ... ثم عدة خطوات ... تجاوزتها ... نظرت إلى يدى اليسرى ... رفعت يدى إلى فمى وقبلتها ... بل الحقيقة أننى كنت أقبل زوجتى فى خاتم زواجها الساكن أصبعى منذ عدة سنوات ... كنت أيضاً أعتذر لها عن خيانتى التى حدثت الآن ... هى حتماً لا تستحق منى ذلك ... هى ملاك يسكن حياتى كلها ... أنا أكره أن أكون خائناً لكننى خنتها الآن بنظراتى ... خنتها بمجرد فكرة عبرت رأسى لثوان ... ماذا لو كانت هى فى الموقف ذاته ... أثق أنها لم تكن لتفكر فى الأمر فالقرار محسوم لديها من قبل ... وهل كنت أقبل أنا تفعل هى ما فعلت أنا الآن ... حتماً كنت سأغضب وبشدة ... لقد وهبت نفسى لها منذ رأيتها للمرة الأولى ... ولأننى الآن ملكاً لها فلا يحق لى أن أذهب ببصرى أو عقلى أو قلبى بعيداً عنها ... هى التى وقفت دائماً بجانبى ... هى التى حولت جحيم حياتى السابق إلى نعيم دائم ... هى التى ملئت حياتى حباً وأغرقت قلبى حنانا خالصاً ... هى التى أصبحت الدواء لكل ما يقلق صفو حياتى ... يكفى أنها فى حياتى.
هرولت عائداً إلى البيت ... كان وجهها الملائكى وبسمتها الصافية أول من استقبلنى على الباب ... كانت فى عينى أجمل ملايين المرات من كل نساء الدنيا مجتمعات ... قبلت جبينها ... أجابت "وحشتينى" ثم ضمتنى ... قدمت لها زهرة حمراء فابتسمت ... الآن عدت إلى الجنة.

هناك 6 تعليقات:

رؤية يقول...

لرغم من رقتها الا انها اثارت فى راسى
تساؤلا،
لماذا الامر دائما محسوما بالنسبة للمراة
، وبالنسبة للرجل ليس كذلك وحتى وان احب
زوجته؟!!!
لماذا دائما بالنسبة للرجل يبقى الاحتمال
قائما، حتى ولو كان بنظرة؟!!
عموما...
كلمات فى منتهى الرقة،
واجمل ما فيها انها اختتمت بوردة.

محمد فاروق الشاذلى يقول...

عزيزتى رؤية أشكر مرورك الكريم، أعتقد أن الأمر دائماً محسوماً بالنسبة للمرأة وليس كذلك بالنسبة للرجل وذلك لطبيعة خلقهما من الله عز وجل فلقد حرم على المرأة الجمع بين الأزواج فكان من فطرتها الاكتفاء برجل واحد، أما الرجل فقد حلل له تعدد الزوجات لذلك خلق على أن يبقى الاحتمال قائماً دائماً فى رأسه.
وهذا مجرد رأى شخصى قد يصيب وقد لا.

رؤية يقول...

ليس ا اتكلم عنه هاهنا هى الطبيعة بل اتكلم عن الاخلاص!
فانها تظل مخلصة حتى وان كرهته ولم يكفها!
وانه ليس للرجل الزيادة من الزوجات مالم يكن له عذرا،
عموما كما قلت...انها وجهات نظر،
ووجهة نظرى كانت ان الحب و الاخلاص يصنعان نوعا من الثقة المتبادلة والتى تتطلب ان ادير ظهرى واغمض عينى واقسم ان الاخر لبن يفعل مالا ارضى!
لكم منى جزيل الشكر
ومع احترامى لرايك،
فهذه...رؤيتى.

محمد فاروق الشاذلى يقول...

الأخت العزيزة رؤية
احترم بشدة وجهة نظرك فى مسألة الإخلاص، ولكن لاننسى أن وجهة النظر المطروحة فى القصة تعبر فقط عن رؤية بطل الأحداث ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر المؤلف.

شهد الكلمات يقول...

حلو الرد الدبلوماسي ده

القصة حلوة و جميل انه رجع عن اللي الشيطان وسوس له بيه

و واضح انك متعقد من المواصلات جامد دي تاني قصة اقراها لك تكتب فيها عن الزحمة و المواصلات


( رؤية )
انا معاكي في الكلام ده الاخلاص مش بيتجزء و مش مفروض علي الست بس و الراجل يبقي ماسموح له

تحياتي

محمد فاروق الشاذلى يقول...

شهد الكلمات: أنا مش متعقد من المواضلات وبس ده انا هاموت من الغيظ بسببها.
شكراً على مرورك وان شاء الله الفصة اللى جاية هاكون راكب فيها عربية