السبت، 21 يونيو 2008

اللقاء الأول

دقات الساعة تعلن إقتراب الموعد المنتظر منذ زمن بعيد ... اليوم أراها لأول مرة ... كم اشتقت من قبل أن أراها ... أن أسبر أغوارها ... أن اعرف ما تحتويه من مشاعر وتجارب ... كم تمنيت أن أطالع تاريخ الإنسانية الساكن بين جدرانها ... منذ أعلنت الساعة بدقاتها الرشيقة وصوتها المبهج الناعم – والذى كرهته من قبل – وأنا فى حالة من النشوة لم أعهدها بنفسى من قبل إلا مرات قلائل ... كنت منذ الليلة الماضية وأنا على أتم إستعداد للقاء الأول ... تخيرت أفضل ملابسى تلك البدلة الباهظة الثمن والتى احتفظ بها للمناسبات الخاصة ... انتقيت عطراً هادئاً يتناسب مع هذه اللحظة الغير عادية فى حياتى والتى لا أدرى متى تتكرر ... فلكى أذهب إليها للمرة الأولى كان لابد أن أسافر من القاهرة - المدينة ذات الأوجه المتعددة كما أراها أنا - إلى مدينة الإسكندرية حتى اتمتع باللقاء الأول ... حرصت أن يكون حذائى فى أبهى حالاته وأن تكون لمعته غير مسبوقة إلا لحظة خروجة للحياة من بين أنياب الماكينات للمرة الأولى ... بدأت الرحلة ... كان الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية بالنسبة لى كأنه الطريق إلى الجنة ... كأنه الطريق إلى النعيم المقيم ... دقات قلبى تسابق دقات الساعة ... وكان الشوق قد بلغ مداه ... عيناى تحاول أن تستبق الطريق علها تراها قبل الوصول ... تمنيت لو أنى أملك عيون زرقاء اليمامة حتى أراها من بعيد ... وصلت السيارة إلى كورنيش البحر وللمرة الأولى لم تخطفنى زرقته وأمواجه وأنا العاشق لهما فهى عندى أهم الآن وربما فى كل المرات القادمة إذا قدر لى أن أزرو الإسكندرية مجدداً ... أمام باب كلية التجارة جامعة الإسكندرية كان قلبى يقفز من صدرى فهناك كان اللقاء ... تقدمت إليها وعيناى لا ترجفان حتى لا تضيع من نظرى لحظة واحدة ... رأيت عليها كل حروف الهجاء فى الأرض ... عرفت كل اللغات أمامها ... تقدمت حتى الباب ... خطوت خطوتى الأولى ... وهكذا طار عقلى ليسكنها إلى الأبد ... كنت مسحوراً وكان لابد أن أكون كذلك فهاهنا علوم البشر وأدبهم وكل فكرهم ... أقسمت لنفسى أنها لحظة لابد أن أسجلها فى تاريخ حياتى ... إنها اللحظة الأولى التى أزرو فيها مكتبة الإسكندرية

هناك 11 تعليقًا:

رؤية يقول...

حقا انها لحظة تستحق التسجيل،
وانى لاغبطك على زيارتك هذه،
وحمدا لله على السلامة.

محمد فاروق الشاذلى يقول...

رؤية /
أتمنى لك زيارة المكتبة لأنها مكان يجب أن يزوره المرء ولو مرة فى العمر على الأقل حتى لا يفوت على نفسه هذه الفرصة.
وأنى لأغبط سكان الإسكندرية
والله يسلمك

فارس بلا جواد يقول...

ههههههههههههه
حلو المقلب ده
في الاخر طلعت المكتبة
بس بجد المكتبة من اروع الاماكن اللي زرتها في حياتي .. وبجد لما حد يزورها بيفخر ان علي ارض مصر في صرح بالعظمة دي .. حاجة تشرف بجد
بالتوفيق دايما

محمد فاروق الشاذلى يقول...

دكتور فارس
فعلا المكتبة حاجة تشرف جدا وده اللى خلانى تفاعلت مع الزيارة وسجلتها.

tarek alghnam يقول...

اخى الحبيب
كأنك كنت معى غندما زرتها لأول مرة وكتبت شعورى بأبداع
المكتبة لها موقع ممتاز على النت يفيد اى باحث
تقبل تحياتى
واحب ان اسجل اعجابى بمدونتك
تحياتى لك يااخى

محمد فاروق الشاذلى يقول...

عزيزى طارق الغنام
نورت المدونة جداً والله وسعيد قوى بمرورك
وأشكرك على تعريفى بموقع المكتبة، وأود أن أخبرك بسعادتى البالغة بتعليقك

واحد من البلد دى يقول...

السلام عليكم
مع إنى إسكندرانى يا أخى إلا إننى لم أزورها أبدا
مع أننى أتمنى طبعا
لكنها طاحونة الحياة يا صديقى
دمت بكل خير
إسكندرية نورت بيك

محمد فاروق الشاذلى يقول...

صديقى / واحد من البلد دى
رغم أن عدم زيارتك للمكتبة وأنت من الإسكندرية أمر أحزننى إلا أنه يغفر لك مستوى أشعارك الرائع.
ولو أنى كنت أعرف موعد مسبق لزيارتى للمدينة الجميلة لكنت حاولت تدبير لقاء معاك ((وهو أمر يسعدنى)) لكن كما قلت إنها دوامة الحياة.
شكراً على مرورك الذى أسعدنى

saragebaly يقول...

ههههههههههههههه

حلو المقلب دة

مبارك عليك زيارة مكتبة الاسكندرية

عقبالي يارب

تحياتي لك ولمدونتك

سارة

محمد فاروق الشاذلى يقول...

سارة
نورت المدونة، بس والله أنا ماكنش قصدى إن أعمل فيكم مقلب.
يارب عقبال لما تزورى المكتبة وأهلاً بيكى صديقى للمدونة

محمد فاروق الشاذلى يقول...

واحد من البلد دى
لم يصلنى حتى الآن منك أى تعليق بشأن تبادل الروابط