إرتعش قلبى ... أصابنى شعور عميق بالوجع ... إقشعرت أطرافى ... إرتجفت مفاصلى دون أن أدرى لماذا أصابتنى هذه المشاعر، ولماذا هذا التوقيت تحديداً؟ قررت فجاءة العودة إلى المنزل.
وصلت المنزل قبل مواعيدى المعتادة دون أن أعى السبب وراء تثاقل خطواتى على السلم وكأن شيئاً ما يجذبنى للخلف ... أدرت المفتاح وكان ثقيلاً على غير العادة ... فتحت الباب فتلفحنى لسعة برد غريبة نحن فى أغسطس أكثر شهور العام سخونة !!!، دخلت إلى الشقة ... مثقلة بالصمت ... ألقيت التحية على الجميع ... كانت الردود مقتضبة دون الترحاب المعتاد ... بادرت بالسؤال عن والدى المريض بالمستشفى فلم أراه منذ غادرته فى الصباح وأطمئنت جوارحى من حديثهم عنه إذ كان بطبيعته وكأنه لم يمرض قط ... بعد الاستحمام والطعام سمعت رنين الهاتف ... أفزعنى ... إلتقطت السماعة "ألو" .... "أيوة يافندم مين معايا" .... "أهلا وسهلاً" .... "إيه؟" .... "إمتى؟" .... إختفت من حولى الصور والأصوات والروائح ... إختفى من حولى الكون ... فقط صورته هو أمامى يبتسم ... "بابا ... عامل إيه؟" ابتسم بسمة صافية كينبوع ماء ... كان وجهه مشرقاً ومسبحته لم تفارق يده بعد ... إستدار وانصرف ومازال يبتسم.
* * *
لو أنك نائماَ دون غطاء فى ليلة من ليالى الشتاء الباردة مستلقياً عارياً فى صحراء سيبيريا الجليدية فأنت حتماً تشعر بالدفء أكثر منى فى هذه اللحظة التى أغلقت فيها سماعة الهاتف ... لم أشعر بالحزن المعتاد لفراق الأحباب ... بل شعرت بالوجع ... بالغربة ... بالوحدة.
أبى ... مرت سنوات أربع عجاف على حياة الأسرة منذ رحلت ... أفتقدك جداً ليس كما تفتقدك الأسرة بل بشكل مختلف عن الجميع فهم يفتقدون أباً أو زوجاً لكننى أفتقدك صديقاً ... معلماً ... أفتقد الدفء والقدرة على السعادة التى إنجرحت فى حياتى برحيلك ... كما أفتقدك الأب العظيم ... أبى ألقاك بعد قليل فما الحياة إلا قليلاً مهما طالت
وصلت المنزل قبل مواعيدى المعتادة دون أن أعى السبب وراء تثاقل خطواتى على السلم وكأن شيئاً ما يجذبنى للخلف ... أدرت المفتاح وكان ثقيلاً على غير العادة ... فتحت الباب فتلفحنى لسعة برد غريبة نحن فى أغسطس أكثر شهور العام سخونة !!!، دخلت إلى الشقة ... مثقلة بالصمت ... ألقيت التحية على الجميع ... كانت الردود مقتضبة دون الترحاب المعتاد ... بادرت بالسؤال عن والدى المريض بالمستشفى فلم أراه منذ غادرته فى الصباح وأطمئنت جوارحى من حديثهم عنه إذ كان بطبيعته وكأنه لم يمرض قط ... بعد الاستحمام والطعام سمعت رنين الهاتف ... أفزعنى ... إلتقطت السماعة "ألو" .... "أيوة يافندم مين معايا" .... "أهلا وسهلاً" .... "إيه؟" .... "إمتى؟" .... إختفت من حولى الصور والأصوات والروائح ... إختفى من حولى الكون ... فقط صورته هو أمامى يبتسم ... "بابا ... عامل إيه؟" ابتسم بسمة صافية كينبوع ماء ... كان وجهه مشرقاً ومسبحته لم تفارق يده بعد ... إستدار وانصرف ومازال يبتسم.
* * *
لو أنك نائماَ دون غطاء فى ليلة من ليالى الشتاء الباردة مستلقياً عارياً فى صحراء سيبيريا الجليدية فأنت حتماً تشعر بالدفء أكثر منى فى هذه اللحظة التى أغلقت فيها سماعة الهاتف ... لم أشعر بالحزن المعتاد لفراق الأحباب ... بل شعرت بالوجع ... بالغربة ... بالوحدة.
أبى ... مرت سنوات أربع عجاف على حياة الأسرة منذ رحلت ... أفتقدك جداً ليس كما تفتقدك الأسرة بل بشكل مختلف عن الجميع فهم يفتقدون أباً أو زوجاً لكننى أفتقدك صديقاً ... معلماً ... أفتقد الدفء والقدرة على السعادة التى إنجرحت فى حياتى برحيلك ... كما أفتقدك الأب العظيم ... أبى ألقاك بعد قليل فما الحياة إلا قليلاً مهما طالت